قوله تعالى: { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } حقُّ القريب: بِرّه وصلته وزيارته والسلام عليه، وحقُّ المسكين: مواساته والصدقة عليه، وحقُّ ابن السبيل: ضيافته وإعانته بما يتوصل به إلى بلده. وفي هذه الآية مستدل لمن يرى وجوب نفقة الأقارب إذا كانوا محتاجين. { ذَلِكَ خَيْرٌ } أي: إيتاء هؤلاء المذكورين حقهم خير { لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ } بعملهم { وَجْهَ ٱللَّهِ } أي: ثوابه. قوله تعالى: { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً } قرأ ابن كثير: " أتَيْتُم " بالقصر، جعله من باب المجيء. وقرأ الباقون بالمد، جعلوه من باب الإعطاء. { مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ } قرأ نافع: " لتُربوا " بتاء مضمومة وإسكان الواو على المخاطبة، بمعنى: لتصيروا ذوي ربا فيما أعطيتم. وقرأ الباقون: " ليَربوا " بياء مفتوحة وفتح الواو، على معنى: ليربوا ما آتيتم في أموال الناس. { فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ } قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وجمهور المفسرين: هو الرجل يُهدي الهدية أو يُعطي العطية ليُثاب أكثر منها، فهذا رباً حلال، ليس فيه أجر ولا وزر. وقال الحسن البصري: هو الربا المحرم. فعلى هذا يكون المعنى في هذه الآية كما في قوله:{ يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ وَيُرْبِي ٱلصَّدَقَٰتِ } [البقرة: 276]. قوله تعالى: { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } قال الزجاج: ذووا الأضعاف من الحسنات، كما يقال: رجل مُقْوٍ، أي: صاحب قوَّة، ومُوسِر، أي: صاحب يَسَار. وقال غيره: " فأولئك هم المضعفون ": التفات حَسَن، وهو أمدح من قوله: فأنتم المضعفون. والمعنى: المضعفون به؛ لأنه لا بد من ضمير يرجع إلى " ما ".