وما بعده مفسر فيما مضى إلى قوله تعالى: { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ }. والمعنى: أم أنزلنا عليهم حجة مضيئة من السماء ناطقة بصحة شركهم، وتكلم السلطان مجاز عن الدلالة والشهادة كما تقول: هذا الكتاب ينطق بكذا. و " ما " في قوله: { بِمَا كَانُواْ بِهِ } مصدرية أو موصولة. ثم ذمّ الناس ببطرهم عند الرحمة من النعمة والرخاء، ويأسهم منها عند حلول السيئة من الفقر والمرض وغيرهما من أنواع البلاء فقال: { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا... } الآية وهذه حالة الكَفَرة والفَجَرة؛ لأن المؤمنين يشكرون الله على السراء ويرجون رحمته في الضراء.