الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ }

قوله تعالى: { يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } في " يريكم " وجهان: إضماران؛ كقوله:
ألا أيُّهَذَا الزَّاجري أحْضُرُ الوغى   .....................
وإنزال الفعل منزلة المصدر، وقد سبق تفسيره في الرعد.

قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } أي: بقوله: كونا قائمتين، فقامتا بغير علاقة ولا دعامة.

{ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } وذلك حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الأخيرة على صخرة بيت المقدس فيقول: يا أهل القبور قوموا، فلا يبقى نسمة من الأولين والآخرين إلا قامت لفصل القضاء.

{ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } قال بعضهم: " إذا " الأولى للشرط، والثانية للمفاجأة، وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط.

فإن قيل: بماذا يتعلق " من الأرض "؟

قلت: إما بـ " دَعَاكُم " أو بـ " دَعوَة " على معنى: دعوة كائنة من الأرض، أو بمحذوف في موضع الحال من الكاف والميم في " دعاكم " ، تقديره: دعاكم خارجين من الأرض، ولا يجوز أن يتعلق بـ " تخرجون "؛ لأن ما بعد " إذا " لا يعمل فيما قبله.