وإنزال الفعل منزلة المصدر، وقد سبق تفسيره في الرعد. قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } أي: بقوله: كونا قائمتين، فقامتا بغير علاقة ولا دعامة. { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } وذلك حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الأخيرة على صخرة بيت المقدس فيقول: يا أهل القبور قوموا، فلا يبقى نسمة من الأولين والآخرين إلا قامت لفصل القضاء. { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } قال بعضهم: " إذا " الأولى للشرط، والثانية للمفاجأة، وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط. فإن قيل: بماذا يتعلق " من الأرض "؟ قلت: إما بـ " دَعَاكُم " أو بـ " دَعوَة " على معنى: دعوة كائنة من الأرض، أو بمحذوف في موضع الحال من الكاف والميم في " دعاكم " ، تقديره: دعاكم خارجين من الأرض، ولا يجوز أن يتعلق بـ " تخرجون "؛ لأن ما بعد " إذا " لا يعمل فيما قبله.