الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } * { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ } * { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَيُحْي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

قال المفسرون: لما ذكر الله تعالى تفريق المؤمنين والكافرين ومآل الفريقين، دلّهم على السبب الموصل لهم إلى الجنة، وهو تنزيهه عن كل سوء، والثناء عليه في هذه الأوقات لتجدد نعم الله تعالى فيها على عباده، فذلك قوله تعالى: { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }.

ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالتسبيح: الصلاة، أي: سَبِّحوا الله " حين تمسون ": أي: تدخلون في وقت المساء، " وحين تصبحون ": أي: تدخلون في وقت الصباح، { وَحِينَ تُظْهِرُونَ }: تدخلون في وقت الظهيرة.

قال ابن عباس: جمعت هذه الآية الصلوات الخمس ومواقيتها، " حين تُمسون ": المغرب والعشاء، " وحين تُصبحون ": الفجر، " وعَشِياً ": العصر، " وحين تُظهرون ": الظهر.

قوله تعالى: { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }: اعتراض.

وقرأ عكرمة: " حيناً [تمسون وحيناً تصبحون] ".

قال أبو الفتح ابن جني: أراد: حيناً [تُمسون] فيه، فحذف " فيه " تخفيفاً. هذا مذهب صاحب الكتاب. قُرئ على أبي المجد محمد بن محمد بن أبي بكر الهمذاني وأنا أسمع، أخبركم الشيخان أبو المحاسن عبدالرزاق بن إسماعيل بن محمد، وابن عمه [المطهر] بن عبدالكريم بن محمد [القومسانيان] فأقرَّ به قالا: أخبرنا عبدالرحمن بن حمد بن الحسن الدوني، أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار الدينوري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني، أخبرني إبراهيم بن محمد الضحاك، حدثنا محمد بن سنجر، حدثنا عبدالله بن صالح أبو صالح، حدثني الليث، عن سعيد بن بشير، عن محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يُصبح: { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ... } الآية كلها، أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يُمسي أدرك ما فاته في ليلته ".