الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ }

قوله تعالى: { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي: الله خلقهم أولاً ثم يعيدهم بعد الموت، كما قال تعالى:كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } [الأنبياء: 104]، ثم ترجعون إلى ثوابه وعقابه. ولفظ الخلق واحد ومعناه: المخلوقون، فَرَدَّ " نعيده " على اللفظ، و " ترجعون " على المعنى.

وقد سبق ذكر الإبلاس في الأنعام.

قوله تعالى: { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } أي: كانوا في الآخرة كافرين بأصنامهم يتبرأون منهم، ويجحدون عبادتهم حين يأسهم من الانتفاع بهم.

وقيل: المعنى: وكانوا في الدنيا بسبب شركائهم كافرين.

قوله تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } قال الحسن: هؤلاء في عليين، وهؤلاء في أسفل السافلين.

قال قتادة: فُرقة لا اجتماع بعدها.

قوله تعالى: { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } الرَّوضة عند العرب: كل أرض ذات نبات وماء. وفي أمثالهم: أحسن من بيضة في روضة. يريدون: بيضة النعامة.

والمراد بالروضة: الجنة، والحَبْرَة: السرور، يقال: حَبَرَهُ؛ إذا سرّهُ سُرُوراً يتهلل له وجهه ويظهر فيه أثره.

ثم اختلفت عباراتهم في تأويل " يُحبرون "؛ فقال ابن عباس: يُكرمون. وقال مجاهد: يُنَعَّمُون.

وقال [الأوزاعي]: هو السماع في الجنة، قال: إذا أخذوا في السماع لم تبق في الجنة شجرة إلا وردَّت، وليس أحد من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم.

وسئل يحيى بن معاذ الرازي: أي الأصوات أحسن؟ فقال: مزامير أنس في مقاصير قدس، [بألحان] تحميد، في رياض تمجيد، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.