الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } * { رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلَتَ وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ } * { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ }

قوله: { وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَٰبَ } وقرأ نافع وعاصم: " ويُعلِّمه " بالياء، عطفاً على " يبشرك " ، و " يكلّم ".

قال ابن عباس: نعلمه كتب النبيين وعلمهم، [ { وَٱلْحِكْمَةَ }: الفقه] وقضاء النبيين.

وقيل: الكتاب: الكتابة.

{ وَرَسُولاً } أي: ويكلِّم الناس رسولاً، أو: ونجعله رسولاً. أو هو معطوف على " وجيهاً ".

{ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ } موضعه خفض، بدل من " آية " ، أو رفع على معنى: الآية: أنّي أخلق.

وقرأ نافع: " إنّي أخلق " بكسر الهمزة على الاستئناف.

ومعنى " أخلق لكم ": أقدّر لكم، { مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } وهو جمع طائر؛ كزائر وزَوْر، { فَأَنفُخُ فِيهِ } أي: في الشيء المشابه لهيئة الطير، فيكون الضمير للكاف، وكذا الضمير للكاف في قوله في المائدة:فَتَنفُخُ فِيهَا } [المائدة: 110]، ولا يرجع إلى الهيئة، لأنها ليست من خلق عيسى.

وقال أبو عليّ الفارسي: جائز أن يكون " فيه " للطير، و " فيها " للهيئة. وجائز أن يكون ذَكَّرَ الطير على [المعنى الجمع، وَأَنَّثَّ] على معنى الجماعة.

وقال غيره: " فأنفخ فيه ": أي: في الطين.

قال ابن عباس: أخذ طيناً فصنع منه خُفَّاشاً، ونفخ فيه، فإذا هو يطير.

ويقال: لم يخلق سوى الخُفَّاش.

قال أبو سعيد الخدري: قال لهم عيسى: ماذا تريدون؟ قالوا: الخُفَّاش. فسألوه أشدّ الطير خلقاً، لأنه يطير بغير ريش.

وقال وهب: كان الذي صنعه عيسى يطير ما دام الناس ينظرونه، فإذا غاب عنهم سقط ميتاً؛ ليتميز فعل الخلق من فعل الخالق.

قرأ نافع هنا وفي المائدة: " فيكون طائراً " على معنى: فيكون ما أخلق طائراً.

قوله: { وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ } وهو الذي يولد أعمى.

وقيل: هو الأعمى مطلقاً.

وقد قيل: لم يولد في هذه الأمّة أَكْمَه سوى قتادة بن دعامة السدوسي، صاحب التفسير.

{ وٱلأَبْرَصَ } الذي به وَضَحٌ، وكان الغالب عليهم طلب الطِّبّ، فأيَّد الله حُجّته، وشيد معجزته بأن أبرأ على يديه ما لا يقدر حُذَّاق الأطباء عليه.

قال وهب: ربما اجتمع على عيسى من المرضى في اليوم الواحد خمسون ألفاً، وإنما كان يداويهم بالدعاء.

قوله: { وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } قال المفسِّرون: أحيا أربعة أنفس: عازر، وكان صديقاً له، أحياه بعد ثلاثة أيام، وابن العجوز أحياه بعد أن حُمِل على نعشه، فرجع إلى بيته حاملاً نعشه، وابنة عشار، وسام بن نوح.

قال ابن عباس: بقي الأربعة حتى وُلِد لهم إلا سام بن نوح.

وروي أن عيسى دعاه باسم الله الأعظم، فخرج سام من قبره فقال: قد قامت القيامة؟ فقال عيسى: لا ولكن دعوتك باسم الله الأعظم، ثم قال له: مُتْ، قال: سَلِ الله أن يعيذني من سكرات الموت، فدعا الله ففعل.

السابقالتالي
2 3