الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ }

قوله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ } سبق الكلام عليه في البقرة.

و { ٱلشَّهَوَاتِ } جمع شهوة، وهي: ميل الطبع وتوقان النفس، والمراد بها: المشتهيات.

{ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ } والقناطير: جمع قنطار.

قال ابن دريد: أحسِبُ أنه فارسي معرَّب.

وقد روي عن أُبَيِّ بن كعب عن النبي: أنه ألفٌ ومائتا أوقية.

وروى أبو هريرة عن النبي: أنه اثنا عشر ألف أوقية.

وروى الحسن البصري عن النبي: أنه ألفٌ ومائتا دينار.

وفيه أقاويل متعددة عن الصحابة والتابعين.

والذي يظهر في نظري: أن المنقولَ عن النبي، وعنهم في ذلك: ليس على سبيل التحديد لزنة القنطار، وإنما هو على سبيل التنظير للمال الكثير، صيانة لروايات الثقات ولأقوال العلماء الأثبات عن التناقض والتهافت.

والذي يؤيد ما ذكرته، ويوضح ما اخترته، قول أبي عبيدة: هو مِلء مَسْك ثورٍ ذهباً، ومعلوم أن هذا غير محدود.

وحكى أبو عبيدة عن بعض العرب: أن القنطار وزن لا يُحدّ.

وقال الربيع بن أنس: هو المال الكثير بعضه على بعض.

قال الفراء: " والمقنطرة ": المُضَعَّفَة، كأن القناطير ثلاثة، والمقنطرة تسعة.

وقال ابن قتيبة: " المقنطرة ": المكمَّلة، كما تقول: بَدْرَةٌ مُبَدَّرة، وأَلْفٌ مُؤلَّفَة.

وسُمِّيَ النقدان ذهباً وفضة؛ للذّهاب والانفضاض.

{ وَٱلْخَيْلِ }: جمع، واحده: فرس، من غير لفظه؛ كالنساء؛ سمي به لاختياله.

و { ٱلْمُسَوَّمَةِ }: الراعية.

قال ابن قتيبة: يقال: سامت الخيل، فهي سائمة؛ إذا رعت، وأَسَمْتُها فهي مُسَامة، وسوّمتها فهي مسوّمة؛ إذا رعيتها.

وقيل: المسوّمة: المُعَلَّمة بالشِّيات والألوان.

رُوِيَا عن ابن عباس.

والثاني قول قتادة واختيار الزجاج.

وقال عكرمة ومجاهد: المسوَّمة: الحِسان.

{ وَٱلأَنْعَامِ }: الإبل والبقر والغنم، الواحد: نَعَمْ، والنَّعم جمع لا واحد له من لفظه.

{ وَٱلْحَرْثِ }: الزَّرْع. و { ٱلْمَآبِ }: المرجع.