الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ } أي: يخاف البعث، كقول الشاعر:
إذا لَسَعَتْهُ النحلُ لم يَرْجُ لَسْعُها   ......................
وقد ذكرتُ ذلك فيما مضى.

وقال سعيد بن جبير: المعنى: من كان يطمع في ثواب الله. واختاره الزجاج نظراً إلى الموضوع الأصلي.

{ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } وهو أجل القيامة، فيجازي كُلاًّ بعمله، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } الذي لا يخفى عليه شيء مما يقوله العباد ويفعلونه.

قوله تعالى: { وَمَن جَاهَدَ } أي: من جاهد نفسه في منعها ما تهواه من المعصية وحملها على ما تأباه من الطاعة، وتركيبها بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } لموضع انتفاعها به، { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } لم يأمرهم وينْهَهُم لمصلحة تعود إليه، فإنه منزّه عن ذلك، بل لمصالحهم.