الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } * { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قال أهل التفسير: كان من حول مكة من الأعراب يتناحرون ويتغاورون ويسبي بعضهم بعضاً، وأهل الحرم قارُّون آمنون، عزيزٌ جنابهم، منيعٌ حماهم، فذكَّرهم الله تعالى نِعَمَهُ عليهم، ووبَّخهم على إيمانهم بالباطل، وإعراضهم عن طاعة الله تعالى فقال: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً... الآية }

. قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } أي: قاتلوا أعداءنا لأجلنا.

قال بعضهم: أطلق المجاهدة ولم يُقيدها بمفعول لتتناول كل ما تجب مجاهدته من النفس الأمَّارة بالسوء، والشيطان وأعداء الدين.

{ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } لنوفقنهم لإصابة طُرُقِنا المستقيمة.

قال الزجاج: أخبر الله تعالى أنه يَزيد المجاهدين هداية، فذلك قوله تعالى في موضع آخر:وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى } [محمد: 17].

وكان سفيان بن عيينة يقول: إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغر، فإن الله تعالى يقول: { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }.

وكان الفضيل بن عياض يقول: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به.

وقال سهل بن عبدالله: والذين جاهدوا في إقامة السنّة لنهدينهم سبل الجنة.

وقال أبو سليمان [الداراني]: والذين جاهدوا فيما علموا لنهدينهم إلى ما لم يعلموا.

قال عمر بن عبد العزيز: لو أنّ عملنا ببعض ما علمنا لأورثنا علماً لا تقوم به أبداننا.

قوله: { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } قال ابن عباس: يريد: الموحدين.

وقال غيره: المجاهدين.

والمعنى: هو معهم بالنصرة والمعونة.