الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ }

{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } يعني في سرعة زوالها عن أهلها { إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } باطل وغرور ينقضي عن قريب، كما يلعب الصبيان ساعة ثم ينصرفون.

{ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } قال أبو عبيدة وابن قتيبة: الحيوان: الحياة.

وقال غيرهما: مصدر حَيِيَ، كالنَّزوان والغَلَيان، وقياسُه: حَيَيَان، فقُلبت الياء الثانية واواً، كما قالوا: حَيْوَة في اسم رجل، وقياسه: حيّة؛ لأن اشتقاقه من الحياة.

وتقدير الآية: وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان. أو جعل ذاتها حياة مبالغة.

{ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } لرغبوا عن الفاني إلى الباقي.

قوله تعالى: { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } قال عكرمة: كان أهل الجاهلية إذا ركبوا في البحر حملوا معهم الأصنام، فإذا اشتدّت بهم الريح ألقوا تلك الأصنام في البحر وصاحوا: يا خُذَاي [يا] خُذَاي.

قوله تعالى: { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } هذه لام كَيْ، وهي متعلقة بالإشراك. المعنى: يشركون ليكفروا.

{ وَلِيَتَمَتَّعُواْ } أي: ليس لهم نفع سوى كفرهم وتمتعهم في العاجلة من غير نصيب في الآخرة.

ويجوز أن يكون اللام فيها لام الأمر، ومعناه التهديد والوعيد، كقوله تعالى:ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [فصلت: 40]،وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ } [الإسراء: 64].

ويؤيده قراءة من قرأ: " ولْيتمتعوا " بسكون اللام، وهم ابن كثير وحمزة والكسائي وقالون.