{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } يعني في سرعة زوالها عن أهلها { إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } باطل وغرور ينقضي عن قريب، كما يلعب الصبيان ساعة ثم ينصرفون. { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ } قال أبو عبيدة وابن قتيبة: الحيوان: الحياة. وقال غيرهما: مصدر حَيِيَ، كالنَّزوان والغَلَيان، وقياسُه: حَيَيَان، فقُلبت الياء الثانية واواً، كما قالوا: حَيْوَة في اسم رجل، وقياسه: حيّة؛ لأن اشتقاقه من الحياة. وتقدير الآية: وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان. أو جعل ذاتها حياة مبالغة. { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } لرغبوا عن الفاني إلى الباقي. قوله تعالى: { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } قال عكرمة: كان أهل الجاهلية إذا ركبوا في البحر حملوا معهم الأصنام، فإذا اشتدّت بهم الريح ألقوا تلك الأصنام في البحر وصاحوا: يا خُذَاي [يا] خُذَاي. قوله تعالى: { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } هذه لام كَيْ، وهي متعلقة بالإشراك. المعنى: يشركون ليكفروا. { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } أي: ليس لهم نفع سوى كفرهم وتمتعهم في العاجلة من غير نصيب في الآخرة. ويجوز أن يكون اللام فيها لام الأمر، ومعناه التهديد والوعيد، كقوله تعالى:{ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [فصلت: 40]،{ وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ } [الإسراء: 64]. ويؤيده قراءة من قرأ: " ولْيتمتعوا " بسكون اللام، وهم ابن كثير وحمزة والكسائي وقالون.