وقد ذكرتُ ذلك فيما مضى. وقال سعيد بن جبير: المعنى: من كان يطمع في ثواب الله. واختاره الزجاج نظراً إلى الموضوع الأصلي. { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } وهو أجل القيامة، فيجازي كُلاًّ بعمله، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } الذي لا يخفى عليه شيء مما يقوله العباد ويفعلونه. قوله تعالى: { وَمَن جَاهَدَ } أي: من جاهد نفسه في منعها ما تهواه من المعصية وحملها على ما تأباه من الطاعة، وتركيبها بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } لموضع انتفاعها به، { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } لم يأمرهم وينْهَهُم لمصلحة تعود إليه، فإنه منزّه عن ذلك، بل لمصالحهم.