قوله تعالى: { وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: بالخصلة التي هي أحسن، وهي اللين في مقابلة الخشونة، والدعاء إلى الله بالقرآن، والتنبيه على مواضع مواعظه وبراهينه. { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } أي: جاوزوا الحد في الكفر وأفرطوا في العناد ولم ينفع معهم الرفق في الجدال، فاستعملوا معهم الغلظة. وقال أكثر المفسرين: معناه: إلا الذين ظلموا بالإقامة على الكفر ونَصْبِ راية الحرب، فقاتلوهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية. { وَقُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ... } الآية هذا من المجادلة بالتي هي أحسن؛ لما فيه من ملاينتهم واستمالتهم إلى المناصفة وترك المشاغبة. وقال قتادة: هذه الآية منسوخة بقوله:{ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ... الآية } [التوبة: 29].