الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ }

قوله تعالى: { وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ } قال عامة المفسرين: الرجاء هاهنا بمعنى: الخشية، المعنى: اخشوا اليوم الذي تجازون فيه بأعمالكم.

وقال الزمخشري: المعنى: افعلوا ما ترجون به العاقبة، فأقيم [المسبَّب مقام السبب]، أو أمروا بالرجاء. والمراد: اشتراط ما يسوغه من الإيمان، كما يؤمر الكافر بالشرعيات على إرادة الشرط.

{ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } أي: في أرضهم أو بلدهم.

وقيل: أراد الجمع فاكتفى بالواحد.

{ وَعَاداً وَثَمُودَاْ } أي: وأهلكنا عاداً وثموداً، { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم } أي: ظهر لكم يا أهل مكة هلاكهم { مِّن } جهة { مَّسَاكِنِهِمْ } فإنهم كانوا يمرون عليها وينظرون إليها، { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ }.

قال الفراء والزمخشري: يعني: كانوا عقلاء ذوي بصائر، أي: أنهم كانوا بسبيل من النظر والاعتبار، ولكنهم لم يفعلوا.

وقال أكثر المفسرين: المعنى: وكانوا مستبصرين عند أنفسهم، يحسبون أنهم في ضلالتهم على هدى.

وقيل: كانوا مستبصرين: متبيّنين أن العذاب نازل بهم؛ لأن الله تعالى بيّنه لهم وأوضحه على ألسنة الرسل، ولكنهم تمادوا في غيهم حتى هلكوا.