الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوۤاْ إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُواْ ظَالِمِينَ } * { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ } * { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

فاستجاب الله تعالى دعاءه، فبعث جبريل ومعه الملائكة لتعذيب قومه، فذلك قوله تعالى: { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } يريد: بالبشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، { قَالُوۤاْ } يعني: الرسل { إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } يريد به: قوم لوط.

وما بعده مُفسر في هود إلى قوله: { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } قرأ حمزة والكسائي: " لنُنْجِيَنَّه " و " إنا مُنْجُوكَ " بالتخفيف فيهما، وافقهما ابن كثير وأبو بكر في " مُنْجُوكَ " ، وشددهما الباقون.

قال سيبويه والمبرد: الكاف في " مُنَجُّوكَ " مخفوضة، ولم يجز عطف الظاهر على المضمر المخفوض، فحمل الثاني على المعنى، وصار التقدير: وننجي أهلك.

وعند الأخفش: هو في محل النصب مفعول " مُنْجُوكَ ".

قوله تعالى: { إِنَّا مُنزِلُونَ } شدّده ابن عامر، وخففه الباقون، فهو اسم الفاعل من أنزَل أو نزَّل، وهما لغتان بمعنى واحد.

{ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ } أي: من القرية، أو من الفعلة التي فعل بهم، { آيَةً بَيِّنَةً }.

قال ابن عباس: هي آثار منازلهم الخربة.

وقال قتادة: هي الحجارة التي ألقاها الله تعالى عليهم، وأدركتها أوائل هذه الأمة.

وقال مجاهد: هي الماء الأسود على وجه الأرض.

وقيل: هي الإخبار عما صنع بهم.

{ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } متعلق بـ " آية " أو بـ " بينة ".