فاستجاب الله تعالى دعاءه، فبعث جبريل ومعه الملائكة لتعذيب قومه، فذلك قوله تعالى: { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ } يريد: بالبشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، { قَالُوۤاْ } يعني: الرسل { إِنَّا مُهْلِكُوۤ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ } يريد به: قوم لوط. وما بعده مُفسر في هود إلى قوله: { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } قرأ حمزة والكسائي: " لنُنْجِيَنَّه " و " إنا مُنْجُوكَ " بالتخفيف فيهما، وافقهما ابن كثير وأبو بكر في " مُنْجُوكَ " ، وشددهما الباقون. قال سيبويه والمبرد: الكاف في " مُنَجُّوكَ " مخفوضة، ولم يجز عطف الظاهر على المضمر المخفوض، فحمل الثاني على المعنى، وصار التقدير: وننجي أهلك. وعند الأخفش: هو في محل النصب مفعول " مُنْجُوكَ ". قوله تعالى: { إِنَّا مُنزِلُونَ } شدّده ابن عامر، وخففه الباقون، فهو اسم الفاعل من أنزَل أو نزَّل، وهما لغتان بمعنى واحد. { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ } أي: من القرية، أو من الفعلة التي فعل بهم، { آيَةً بَيِّنَةً }. قال ابن عباس: هي آثار منازلهم الخربة. وقال قتادة: هي الحجارة التي ألقاها الله تعالى عليهم، وأدركتها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد: هي الماء الأسود على وجه الأرض. وقيل: هي الإخبار عما صنع بهم. { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } متعلق بـ " آية " أو بـ " بينة ".