الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ }

قوله تعالى: { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } قال الحسن: في الحُمْرَة والصُّفْرَة.

وقال مقاتل: خرج على بغلة شهباء عليها سَرْجٌ من ذهب عليه الأُرْجُوَان، ومعه أربعة آلاف فارس على الخيل، عليهم وعلى دوابهم الأرجوان، ومعه ثلاثمائة جارية بيض عليهنّ الحلي والثياب الحمر على البغال.

أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي إذناً، أخبرنا عبدالجبار بن محمد بن أحمد الخواري، أخبرنا علي بن أحمد النيسابوري، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصرباذي، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي، حدثنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرسعني، حدثنا جدي، حدثنا عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي، حدثنا علي بن عروة الدمشقي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله: " أربع خصال من خصال قوم فرعون: جرّ نصال السيوف في الأرض، ولباس الخفاف المقلوبة، ولباس الأرجوان، وكان أحدهم لا ينظر في وجه خادمه تكبراً ".

قال الزجاج: الأُرْجُوَان في اللغة: صِبْغٌ أحمر.

قوله تعالى: { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } وهم قوم من المسلمين كانوا يميلون إلى زهرة الحياة الدنيا ونضارة عيشها.

وقال قتادة: تمنُّوا ليتقربوا به إلى الله.

وفيه بُعْدٌ؛ لقوله: { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ }.

وقيل: كانوا كفاراً.

{ يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ } من الكنوز والزينة، { إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } نصيب وافر من الدنيا.

وقيل: الحَظُّ: الجَدُّ والبَخْتُ، ومنه:
وليسَ الغِنَى والفقرُ مِنْ حِيلةِ الفَتَى   ولكنْ أحَاظٍ قُسّمتْ وجُدُودُ
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } قال ابن عباس: يعني: أحبار بني إسرائيل، { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ } قال صاحب الكشاف: ويلك: أصله الدعاء بالهلاك، ثم استُعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يُرتضى، كما استعمل: لا أبَا لَكَ، وأصله: الدعاء على الرجل بالإقراف في الحث على الفعل.

قوله تعالى: { وَلاَ يُلَقَّاهَآ } يعني: لا يوفق للكلمة التي قالها الذين أوتوا العلم. وقيل: لا يلقّى ثواب الله. وأنَّثه لأنه في معنى الجنة.

وقيل: لا يلقّى الأعمال الصالحة، فإنه مدلول عليها بقوله: { وَعَمِلَ صَالِحاً }.

وقيل: لا يلقّى هذه السيرة والطريقة، إلا الذين صبروا على ما قُسم [لهم] من قليل الرزق، وعن زينة الدنيا وشهواتها.