فكَفَرَ المخذول بنعم الله تعالى عليه، وأنكر إحسانه إليه، فقال: { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } يعني: على معرفة وجوه المكاسب، وحُسْن التصرف في التجارات والزراعات. وقال ابن عباس: على علم عندي بصنعة الذهب، يريد: العلم بالكيمياء. وقيل: المعنى: إنما أوتيته على استحقاق لما عندي من العلم الذي فُضِّلْتُ به على الناس، وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة، فقال الله تعالى: { أَوَلَمْ يَعْلَمْ } يعني: قارون من التوراة وكتب الأنبياء والتواريخ المشتملة على أخبار الأمم الماضية، { أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ } بأنواع العذاب { مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } للأموال حين طَغَوْا وبَغَوْا وكذبوا الرسل وكفروا بأنعم الله تعالى، { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }. قال الحسن: لا يسألون ليعلم ذلك من قِبَلِهِم، وإن سئلوا سؤال توبيخ وتقريع. قال مجاهد: تعرفهم الملائكة بسيماهم. وقال قتادة: المعنى: أنهم يدخلون النار بغير حساب.