الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } * { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } أي: قل يا محمد لكفار مكة: أخبروني { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ } تعالى { عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } يعني: دائماً متتابعاً، واشتقاقه من السَّرْدِ، وهو المتابعة، { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } نور ساطع، { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } ما يتلوه عليكم رسولي من الحجج البالغة، ومثله: { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } آثار عظمتي ودلائل وحدانيتي وقدرتي.

{ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ } هذا للسكن والراحة، وهو قوله تعالى: { لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } وهذا للانتشار وطلب المعيشة، وهو قوله تعالى: { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } مَنْ أنعمَ عليكم بهذه النعم وغيرها [فتوحّدوه].

قوله تعالى: { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي: أخرجنا من كل أمة شهيداً يشهد عليها ولها، وهو نبيّها يشهد بما كان منها من كفر وإيمان، وطاعة وعصيان.

{ فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } قال مجاهد: حجتكم بما كنتم تعبدون.

وقال مقاتل: حُجَّتكم بأن معي شريكاً.

{ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } لا لشياطينهم، { وَضَلَّ عَنْهُمْ } بطل وغاب في الآخرة { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } في الدنيا من الباطل والكذب.