الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ }

قال ابن عباس: لم يَسْتَثْنِ موسى في قوله:فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ } [القصص: 17] فابتُلي به مرة أخرى، يشير إلى ما ابتُلي به مع الإسرائيلي مرة ثانية، وهو قوله: { فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } يعني: المدينة التي قتل فيها القبطي { خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } أي: [ينتظر سُوءاً] يناله بسبب قتله القبطي.

وقال ابن السائب: ينتظر متى يؤخذ.

{ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ } [وهو الإسرائيلي] { يَسْتَصْرِخُهُ } على قبطي آخر، أراد أن يسخّره أيضاً، { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } أي: للإسرائيلي. وقيل: للقبطي. والأول أظهر، { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ } فعيلٌ بمعنى: مَغْوِيّ، كالأليم بمعنى: مؤلم، أي: إنك [لمَغْوِيّ] { مُّبِينٌ } حيث قتلتُ أمس بسببكَ رجلاً وتستصرخني اليوم على آخر.

ويجوز أن يكون المعنى: إنك لَغَاوٍ في قتالك من لا تطيق دفع شرّه عنك.

ثم أقبل موسى عليهما وأراد أن يبطش بالقبطي، فذلك قوله: { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ } له الإسرائيلي: { يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي } توهّم ذلك؛ لما رأى من غضب موسى عليه، وظن أنه يريده، { كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ }.