الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } * { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { إِنَّمَآ أُمِرْتُ } أي: قل يا محمد للمشركين: إنما أمرت، { أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } يعني: مكة، { ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } في موضع نصب صفة لـ " رب ".

وقرأ ابن مسعود: " التي حرمها " ، فتكون في موضع جرّ صفة [للبلدة].

والمعنى: عظّم حرمتها، فلا ينفّر صيدها، ولا يختلى خلاها.

{ وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } خَلْقاً ومُلْكاً، فهو المستحق للعبادة، { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } المخلصين لله تعالى بالتوحيد.

{ وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ } أي: أقرأه عليكم.

وقيل: المعنى: وأن أتبع القرآن وأعمل بما فيه.

{ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } أي: فإنما يرجع نفع اهتدائه إليه، { وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } ليس عليّ إلا البلاغ.

وهذا كان قبل الأمر بالقتال.

ثم أمر الله تعالى نبيه أن يحمده على ما خوَّله من نعمه وهدايته فقال: { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } قال ابن عباس: منها: الدخان وانشقاق القمر.

وقال مقاتل: يعني: العذاب في الدنيا، والقتل ببدر.

وقال الحسن: المعنى: سيريكم آياته في الآخرة فتعرفونها على ما قال في الدنيا.

وقال الزجاج: سيريكم آياته في جميع ما خَلَق، وفي أنفسكم.

{ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } قرئ بالياء على المغايبة، لقوله: " وما ربك " ، وبالتاء على المخاطبة، وقد ذكر في آخر هود.