الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } قال ابن عباس: حق العذاب عليهم، وذلك عند مقاربة الساعة ومجيء أشراطها، { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ }.

قال الحسن: لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام.

وفي صحيح مسلم من إفراده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي أنه قال: " أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى. قال عبد الله بن عمرو: أيتهما خرجت قبل فالأخرى منها قريب ".

وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: " تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا كافر، ويقول هذا: يا مؤمن ".

وروي عن النبي أنه قال: " تَسِمُ المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه: مؤمن، وتَسِمُ الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه: كافر ".

وقال عبد الله بن عمرو: [تَنْكُتُ] في وجه الكافر نُكْتَةً سوداء، فتفشو في وجهه فيسودّ وجهه، [وتَنْكُتُ] في وجه المؤمن نُكْتَةً بيضاء فتفشو في وجهه حتى يبيضّ وجهه، فيعرف الناس المؤمن والكافر، ولكأني بها قد خرجت عقب ركب من الحاج.

فصل: يشتمل على صفة الدابة وموضع خروجها

روي عن النبي " أنه ذكر الدابة فقال: طولها ستون ذراعاً، لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ".

وروى حذيفة عن النبي " أنها ذات وَبَرٍ وريش ".

وروي بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: " هي دابة ذات زَغَبٍ وريش، لها أربع قوائم ".

وقال وهب بن منبه: وجهها وجه رجل، وسائر خلقها كخلق الطير.

وأكثر الأحاديث والآثار تُؤذن أنها تخرج من الصفا، وهو قول ابن مسعود وابن عمر، وعامة المفسرين.

قال سوادة: كنت مع ابن عباس بمكة فبينما هو على الصفا إذ قَرَعَ الصفا بعصاه وهو محرم قد عصب رأسه بشِراك وهو يقول: إن [الدابة] لتسمع قَرْعَ عَصَايَ هذه.

وقال حذيفة بن أسيد: للدابة ثلاث خَرَجَاتٍ؛ خَرْجَةٌ في بعض البوادي ثم تَنْكَتِم، وخَرْجَةٌ في بعض القرى ثم تَنْكَتِم، فبينما الناس عند أعظم المساجد -يعني المسجد الحرام- إذ ارتفعت الأرض فانطلق الناس هُرّاباً فلا يفوتونها، حتى إنها لتأتي الرجل وهو يصلي فتقول: أتتعوذُ بالصلاة! والله ما كنتَ من أهل الصلاة، فتخْطِمُهُ، وتجلو وجه المؤمن.

فصل

اختلف القراء في قوله تعالى: { تُكَلِّمُهُمْ } فقرأ الأكثرون بالتشديد.

قال قتادة ومقاتل: تُكلّمهم بالعربية فتقول: إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.

قال بعض المحققين: قولها: " بآياتنا " حكاية لقول الله تعالى، أو هو على معنى: بآيات ربنا، أو ساغ ذلك لموضع اختصاصها بالله وأَثَرَتِها عنده، وكونها من خواص خلقه، كما يقول بعض خواص الملك: بلادنا وخيلنا، وإنما هي بلاد مولاه وخيله.

السابقالتالي
2