الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }

وما بعده ظاهر أو مُفَسَّرٌ إلى قوله تعالى: { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " أدْرَكَ " على وزن أفعل.

وروي عن عاصم: " بل ادَّرَكَ " بوصل الألف وتشديد الدال وفتحها، على وزن افْتَعَلَ، من أدْرَكَ.

وقرأ الباقون: " بل ادَّارَكَ " بوصل الألف أيضاً وألف قبل الراء والتشديد.

فمن قرأ: " أدْرَكَ " كان المعنى: بل بلغ علمهم، واجتمع يوم القيامة حين عاينوا ما كانوا يشُكُّون فيه من أمر الآخرة. هذا مجموع قول ابن عباس والسدي ومقاتل وعامة المفسرين.

ومن قرأ: " بل ادَّارك " فأصلها: تدارك، فأدغموا التاء في الدال، على معنى: تَلاحَقَ علمهم في الآخرة وتكامل.

{ بَلْ هُمْ } اليوم { فِي شَكٍّ مِّنْهَا } أي: من الساعة، { بَلْ هُم مِّنْهَا } أي: من علمها { عَمُونَ } وهو جمع عَمٍ، وهو الأعمى القلب.

قال صاحب الكشاف: فإن قلت: هذه الإضرابات الثلاث ما معناها؟

قلت: ما هي إلا تنزيل لأحوالهم، وصفهم أولاً بأنهم لا يشعرون وقت البعث، ثم بأنهم لا يعلمون [أن] القيامة كائنة، ثم بأنهم يَخْبطُون في شكٍ ومرية، ثم بما هو أسوأ حالاً وهو العمى.

وما بعده سبق تفسيره إلى قوله تعالى: { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } قال ابن قتيبة: معناه: تَبِعَكم، واللام زائدة، تقديره: كأنه قال: رَدِفَكم.

وقال الزمخشري: زيدت اللام للتأكيد، كالباء في قوله تعالى:وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } [البقرة: 195]، أو ضمن معنى فعلٍ يتعدى باللام، نحو: دنا لكم وأزِفَ لكم.

وكانوا يستعجلون بالعذاب الذي توعدهم النبي تكذيباً واستهزاءً، فأخبرهم الله تعالى أنه قد قَرُبَ منهم بعض ما استعجلوا به من العذاب، وهو قتلهم وأسرهم يوم بدر.

وقيل: عذاب القبر، وادّخر لهم عذاب الآخرة.

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } قال مقاتل: لم يعجل على أهل مكة بالعذاب، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } ذلك.

{ وإن ربك ليعلم ما تكنّ صدورهم } أي: ما تُخفيه من معاندتك ومعاداتك، { وَمَا يُعْلِنُونَ } من ذلك.