الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } * { أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } * { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ }

قوله تعالى: { وَلُوطاً } أي: واذكر لوطاً، أو وأرسلنا لوطاً. ويدل عليه قوله:وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } [النمل: 45].

{ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } بدل على الأول، وظرف على الثاني.

{ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } من بصر القلب، على معنى: وأنتم تعلمون أنها فاحشة.

وقيل: وأنتم يُبْصِرُ بعضكم بعضاً.

قال الزمخشري: كانوا في ناديهم يرتكبونها مُعَالنين بها، لا [يتستّر] بعضهم من بعض خَلاعةً ومَجانَةً، وانهماكاً في المعصية، وكأنّ [أبا] نواس [بنى] على مذهبهم قوله:
وَبُحْ باسْمِ ما تأتي وذَرْني من الكُنَى   فلا خَيْرَ في اللذَّاتِ مِنْ دُونها سِتْر
وقيل: وأنتم تبصرون آثار العصاة قبلكم.

{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } قال ابن عباس: تجهلون النعمة وعاقبة العصيان.

وقيل: المعنى: تفعلون فعل الجاهلين.

وما لم أذكره في تفسير هذه القصة مذكور في الأعراف، [و]قدرناها[ مذكور] في الحِجْر.