قوله تعالى: { وَلُوطاً } أي: واذكر لوطاً، أو وأرسلنا لوطاً. ويدل عليه قوله:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } [النمل: 45]. { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } بدل على الأول، وظرف على الثاني. { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } من بصر القلب، على معنى: وأنتم تعلمون أنها فاحشة. وقيل: وأنتم يُبْصِرُ بعضكم بعضاً. قال الزمخشري: كانوا في ناديهم يرتكبونها مُعَالنين بها، لا [يتستّر] بعضهم من بعض خَلاعةً ومَجانَةً، وانهماكاً في المعصية، وكأنّ [أبا] نواس [بنى] على مذهبهم قوله:
وَبُحْ باسْمِ ما تأتي وذَرْني من الكُنَى
فلا خَيْرَ في اللذَّاتِ مِنْ دُونها سِتْر
وقيل: وأنتم تبصرون آثار العصاة قبلكم. { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } قال ابن عباس: تجهلون النعمة وعاقبة العصيان. وقيل: المعنى: تفعلون فعل الجاهلين. وما لم أذكره في تفسير هذه القصة مذكور في الأعراف، [و]قدرناها[ مذكور] في الحِجْر.