قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ }: سبق تفسيره. { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } " هم " مبتدأ، " فريقان ": خبره، { يَخْتَصِمُونَ }: حال من الضمير في " فريقان " ، أو وصف لـ " فريقان ". والمعنى: فإذا هم فريقان مؤمنون وكافرون، يختصمون في رسالة صالح وما جاء به. { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } وهي العقوبة، وكان الذين كذبوه قالوا له: إن كنت صادقاً فائتنا بالعذاب، { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } وهي الرحمة والعافية، { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } أي: هلاّ تسألون الله مغفرة لكفركم وذنوبكم بدل استعجالكم بالعذاب، { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }. { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا } أصلها: تطيَّرنا، فأدغموا التاء في الطاء ثم اجتلبوا الألف توصُّلاً إلى النطق بالساكن، وقد سبق ذكر نظائره. والمعنى: تشاءمنا { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } نسبوا ما أصابهم من القحط والغلاء إلى صالح عليه السلام [تَطَيُّراً] به. { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } قال ابن عباس: الشؤم أتاكم من عند الله تعالى بكفركم، وقد ذكرناه في الأعراف. { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي: تُبْتَلُون بالخير والشر.