الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } * { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ }: سبق تفسيره.

{ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ } " هم " مبتدأ، " فريقان ": خبره، { يَخْتَصِمُونَ }: حال من الضمير في " فريقان " ، أو وصف لـ " فريقان ".

والمعنى: فإذا هم فريقان مؤمنون وكافرون، يختصمون في رسالة صالح وما جاء به.

{ قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ } وهي العقوبة، وكان الذين كذبوه قالوا له: إن كنت صادقاً فائتنا بالعذاب، { قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } وهي الرحمة والعافية، { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ } أي: هلاّ تسألون الله مغفرة لكفركم وذنوبكم بدل استعجالكم بالعذاب، { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.

{ قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا } أصلها: تطيَّرنا، فأدغموا التاء في الطاء ثم اجتلبوا الألف توصُّلاً إلى النطق بالساكن، وقد سبق ذكر نظائره.

والمعنى: تشاءمنا { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } نسبوا ما أصابهم من القحط والغلاء إلى صالح عليه السلام [تَطَيُّراً] به.

{ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } قال ابن عباس: الشؤم أتاكم من عند الله تعالى بكفركم، وقد ذكرناه في الأعراف.

{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } أي: تُبْتَلُون بالخير والشر.