قوله تعالى: { طسۤ } قال ابن عباس: هو اسم من أسماء الله تعالى، أقسم الله تعالى به. وقال في رواية أخرى: هو اسم الله الأعظم. وقال قتادة: هو اسم من أسماء القرآن. وقيل: الطاء من لطيف، والسين من سميع. { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } سبق القول عليه في سورة الحجْر. قوله تعالى: { هُدًى وَبُشْرَىٰ } في محل الرفع، على معنى: هي هدى، أو على البدل من " آيات " ، أو نقول: " تلك " مبتدأ، " آيات القرآن " خبره، " هدى " خبر بعد خبر. ويجوز أن يكون في محل النصب على الحال، والتقدير: تلك آيات القرآن هادياً ومبشراً، والعامل فيها ما في " تلك " من معنى الإشارة. فإن قيل: { وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } ما محلها؟ قلت: إما أن تكون في محل الحال، فتكون من جملة صلة الموصول، وإما أن تكون جملة اعتراضية، فتكون الصلة تامة عند قوله: { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } ، المعنى: وهؤلاء الذين يؤمنون ويقيمون ويؤتون هم الموقنون بالآخرة. وما لم يُفسَّر هاهنا فهو مُفسرٌ فيما مضى إلى قوله: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } وهو أقبحه وأشدّه. والمراد: ما أصابهم من الذلّ والصغار والقتل والأسْر في يوم بدر وغيره. { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } أي: هم أشد الناس خساراً؛ لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم وصاروا إلى النار، [وفاتهم] ما لم يكن ليتهيأ لغيرهم من أنهم لو آمنوا لكانوا شهداء على جميع الأمم. قوله تعالى: { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ } أي: لتؤتاه ويُلْقَى عليك فتتلقاه، { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } أي: من عند أيّ حكيم وأيّ عليم، وهذا معنى مجيئهما نكرتين.