الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } * { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { وَإِنَّهُ } قال أكثر المفسرين: المعنى: وإن القرآن، يعني: ذكْره وخبره { لَفِي زُبُرِ ٱلأَوَّلِينَ }.

وقيل: وإن معانيه لفي الكتب النازلة من السماء على الرسل.

وقيل: وإن محمداً لفي كتب الأولين، كما قال تعالى:يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ } [الأعراف: 157].

قوله تعالى: { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } " آية " خبر كان، و " أن يعلمه ": اسمها، على معنى: أو لم يكن لهم عِلْمُ عُلماء بني إسرائيل أنه النبي المنعوت في الكتب المتقدمة، المبعوث في آخر الزمان، آية وعلامة على صدقه ونبوّته.

وقرأ ابن عامر: " تَكُنْ " بالتاء، " آيةٌ " بالرفع.

قال مكي: رفع " الآية "؛ لأنها اسم كان، و " أن يعلمه " خبر كان. وفي هذا التقدير قبحٌ في العربية؛ لأنه جعل اسم كان نكرة وخبرها معرفة، والأحسن أن تُضمر القصة، فيكون التأنيث محمولاً على تأنيث القصة، و " أن يعلمه " ابتداء، و " آية " خبر الابتداء، والجملة خبر كان، فيصير اسم كان معرفة، و " آية " خبر ابتداء، وهو " أن يعلمه " ، تقديره: أو لم تكن لهم القصة علم علماء بني إسرائيل به آية. قوله تعالى: { وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ } يعني: القرآن { عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ } جمع أعْجَم، والأنثى: عَجْمَاء.

وقرأ الحسن: " الأعجميين ".

قال الزجاج: الأعْجَم: الذي لا يُفْصِح، وكذلك الأعجمي، [فأما العجمي فالذي] من جنس العَجَم، أفْصَحَ أو لم يُفْصِح.

قوله تعالى: { فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } يشير إلى شدة شكيمتهم في الكفر والعناد، وأنه لو نَزَلَ هذا القرآن على رجل أعجمي لا يفصح به فضلاً عن أن يقدر على نَظْم مثله لكفروا به، وتمحَّلُوا لجحودهم أعذاراً كما فعلوا، وقد جاءهم به أفصح العرب لساناً، وأوضحهم بياناً، وأصدقهم لهجةً، وأثبتهم حجة.