الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } * { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } * { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله تعالى: { كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة: " الأيكة " بالألف واللام مع الهمز والجر. وقد ذُكر في الحجْر.

وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: " أصحاب ليكة " هنا وفي صاد بغير همز مع فتح الهاء، على وزن فَعْلَة.

قال الزجاج: أهل المدينة يفتحون الهاء على ما جاء في التفسير أن اسم المدينة كان " لَيْكَة " ، قال: وكان أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أهل المدينة والفَتْح؛ لأن " ليْكَة " لا تنصرف. وذَكَر أنه اختار ذلك لموافقة الكتاب مع الذي جاء في التفسير أنها اسم المدينة.

قال الزمخشري: من قرأ بالنصب وزعم أن " لَيْكَة " بوزن لَيْلَة: اسم بلدٍ، فتوهُّم [قَادَ] إليه خط المصحف، حيث وُجدت مكتوبة في هذه السورة وسورة صاد بغير ألف، وفي المصحف أشياء كُتبت على خلاف قياس الخط المصطلح عليه، وإنما كُتبت في هاتين السورتين على حكم لفظ اللافظ، وقد كُتبت في سائر القرآن على الأصل، والقصة واحدة.

{ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } قال مقاتل: لم يكن شعيب عليه السلام من نسل أصحاب الأيكة، فلذلك لم يقل: " أخوهم " ، وإنما أُرسل إليهم بعد أن أُرسل إلى مدين، وهو من نسل مدين، فلذلك قال هناك: " أخوهم ".

وكان محمد بن جرير الطبري يذهب إلى أن أصحاب الأيكة هم أصحاب مدين.

قوله تعالى: { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } قال صاحب الكشاف: الكيل ثلاثة أضرب: وافٍ، وطفيفٍ، وزائدٍ، [فأمر بالواجب] الذي هو الإيفاء، ونهى عن المحرم الذي هو التطفيف.

{ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } أي: الذين ينقصون الكيل والوزن. يقال: أخسَرْتُ الكيلَ والوزن؛ إذا نقصته. ومنه:وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [المطففين: 3].

وقد سبق ذكر القِسْطاس في " بني إسرائيل ".

قوله تعالى: { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } قال ابن قتيبة: الجبلّة: الخَلْق، يُقال: جُبِلَ فلانٌ على كذا أي: خُلِقَ.

قال الشاعر:
والموتُ أعظمُ حادثٍ    مما يَمُرُّ على الجبلّه