{ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } ممن يسحر كثيراً مرة بعد مرة. وقيل: ممن له سَحْرٌ، [أي]: رئة، على أن ما أنت من البشر. قال ابن عباس: من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب. وقد سبق هذا التفسير في سورة سبحان. وكأن التفسير هاهنا أظهر لقولهم: { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا }. { فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } في قولك أنك رسول الله إلينا. { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ } أي: نصيب من الماء معروف، { وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ }. قال قتادة: إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار، وتسقيهم اللبن آخر النهار، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم. { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ } ضربٍ ولا عقر ولا غير ذلك { فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ }. وصف ذلك اليوم بالعظم؛ لحلول العذاب العظيم فيه. { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ } ندم خوف من العقاب، لا ندم توبة وإنابة إلى الله. وجائز أن يكون ندم توبة، لكن لم ينفعهم لفوات محله. { فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ } وقد ذكرناه مع ما أهملنا تفسيره هاهنا في الأعراف. قوله تعالى: { وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ } يعني: فروج النساء. قال مجاهد: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال. { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ } مفرطون في الظلم والتعدي. { قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ } عن نهينا وتقبيح أمرنا { للَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ } أي: من جملة الذين أخرجناهم من بين أظهرنا. { قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ ٱلْقَالِينَ } أي: المُبْغضين، والقِلَى: البغض الشديد، كأنه بغضٌ يقلي الفؤاد.