الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }

قوله تعالى: { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } يعني: محمداً، { يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً }.

قال ابن عباس: هجروا القرآن وهجروني وكذبوني.

وقيل: هو من هَجَرَ؛ إذا هَذَى، أي: جعلوه مهجوراً فيه، كقولهم: هذا سحر وباطل، وأساطير الأولين.

قال مقاتل وأكثر المفسرين: قال النبي ذلك شاكياً من قومه إلى الله تعالى حين كذبوه.

فإن قيل: ما الحكمة في حكاية هذه الشكاية؟

قلتُ: تخويف المشْكُوِّ منه من سرعة انتقام المشْكُوِّ إليه، على ما أُلِفَ وعُرِفَ منه من نصر أوليائه وكسر أعدائه.

فعزّاه الله تعالى ووعده النصر فقال: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا } أي: وكما جعلنا لك عدواً من قومك جعلنا { لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً } لك إلى طريق استئصالهم { وَنَصِيراً } ناصراً لك عليهم.

وقيل: إن هذا يقوله يوم القيامة.

المعنى: ويقول الرسول.