الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيراً } * { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً }

قوله تعالى: { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ } إشارة إلى ما تقدم ذكره من السعير، وصفة عذاب أهله خير { أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } قال الزجاج: قد يقع التساوي بين الجنة والنار في أنهما منزلان، فلذلك وقع التفضيل بينهما.

{ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيراً } أي: ثواباً ومصيراً يصيرون إليه يوم القيامة.

وإنما قال: " كانت " لأن ما [وعد] الله وجوده فهو في تحققه كالذي [كان] ووُجد، أو يكون المعنى: كانت لهم في اللوح المحفوظ، أو في علم الله تعالى.

{ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ } أي: كان ذلك على ربك { وَعْداً } أي: موعوداً { مَّسْئُولاً } مطلوباً سألوه لأنفسهم في الدنيا وسألتْه لهم [الرسل] والملائكة، مثل قولهم:رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً } [البقرة: 201]،رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ } [آل عمران: 194]، وقول الملائكة:رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ } [غافر: 8].

وقيل: مسؤولاً واجباً. تقول العرب: لأعطينَّك ألفاً وعداً مسؤولاً، بمعنى: أنه واجب لك فتسأله.