الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى: { وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ } أي: على أمر من أمور الطاعة يجتمع له الناس؛ كالجمعة والعيد والجهاد، أو خطب جليل يفتقر انتظام المصلحة فيه إلى انضمام العلماء وذوي الرأي للمشورة وإرهاب العدو، { لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ }.

قال المفسرون: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رقى المنبر يوم الجمعة وأراد رجل أن يخرج لحاجة، قام حيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأذن له إذا رآه، فكان يأذن لمن شاء منهم.

وقيل: نزلت في حفر الخندق، وكان قوم يتسللون بغير إذنه.

ثم زاد الله تعالى ذلك توكيداً بقوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } على حسب ما تقتضيه أغراضك السليمة وآراؤك المستقيمة.

ثم أمره بالاستغفار لهم تعريضاً لهم بالمنع عن طلب الإذن إلا لأمر لا بد لهم منه، وجبراً لما فاتهم من جواهر أنفاسه النفيسة فقال: { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.