الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } * { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ } أي: ألم تعلم بطريق الوحي إليك أو الإنزال عليك { أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } سبق تفسيره.

{ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ } عطف على موضع " مَنْ في السماوات والأرض " ، تقديره: ويسبح له الطير صافات باسطات أجنحتها في الهواء.

ووجه اختصاصها بالذِّكْر من بين الأشياء؛ كونها بين الأرض والسماء.

{ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } قال أكثر المفسرين: الصلاة لبني آدم، والتسبيح لما سواهم.

والضمير في " عَلِمَ " لله، أي: كلٌ قد عَلِمَ الله صلاته وتسبيحه. وهذا اختيار الزجاج.

وقيل: الضمير لـ " كل " على معنى: كلٌ قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه، وعرف ما قد كُلِّفَ من ذلك.

وقيل: المعنى: كلٌ قد عَلِمَ صلاة الله وتسبيحه.

{ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }.

قوله تعالى: { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قال ابن السائب: يعني: خزائن المطر والرزق والنبات لا يملكها غيره.

{ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } بعد الموت.