الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

قوله تعالى: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } قيل: إنّ " مِنْ " صِلَة، وجوّزه الأخفش، وأبَاهُ سيبويه؛ لأنهم لم يُؤمروا بالغضّ مطلقاً، وإنما أمروا بالغض عما يحرم عليهم من الأجنبيات، ومن ذوات المحارم، وما لا يظهر غالباً.

ويجوز النظر منهن إلى الرقبة والرأس واليدين والقدمين والساقين.

ويروى عن الإمام أحمد رواية أخرى: أنه لا يجوز أن ينظر منهن إلا إلى الوجه والكفَّين.

أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة أول مرة ثم يغضّ بصره، إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها "

وأخرج الإمام أيضاً في كتاب الزهد بإسناده عن مالك قال: بلغنا أن سليمان عليه السلام قال لابنه: يا بني! امش وراء الأسد والأسْوَد ولا تمش وراء امرأة.

{ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } قال أكثر المفسرين: المعنى: يحفظونها من الإفضاء إلى ما لا يحل.

وقال أبو العالية وابن زيد: يحفظونها من أن تُرى، فيكون أمراً لهم.

وجوّز بعضهم إرادة المجموع، وهو الحفظ عن الإفضاء والإبداء.

{ ذٰلِكَ } إشارة إلى غَضِّ أبصارهم وحِفْظِ فروجهم { أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } في الأبصار والفروج وغيرها.