الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ }

قوله تعالى: { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ } أي: قل يا محمد للمكذبين بالوحدانية والبعث: لمن الأرض ومن فيها من الخلق على تصاريف أجناسهم وأنواعهم خلقاً ومُلْكاً { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أن لها خالقاً ومالكاً { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } لا يجدون بُداً من الإقرار بذلك. { قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فتعلمون أن من فَطَرَ الأرض ومن فيها من الخلق قادر على إعادته، وحقيق أن لا يُشرك به.

{ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } أي: الكريم على الله، أو العظيم في الخلق، فإن السموات والأرض بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة في فلاة، { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ }.

قرأ أبو عمرو: " اللهَ " بألف في هذه والتي بعدها على ما يقتضيه اللفظ من جواب السؤال، وكذلك هو في مصحف أهل البصرة، وقرأهما الباقون: " سيقولون لله ".

وكذلك هو في سائر المصاحف نظراً إلى المعنى؛ لأن معنى من رب السموات: لمن السموات، فقال: لله، كما يقال: من مالك هذه الدار؟ فيقال: لزيد؛ لأن معناه: لمن هذه الدار، وكذلك: { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ } معناه: لمن الأشياء كلها؟ فقيل: لله، وأنشدوا:
إذا قيلَ من رَبُّ المزالِفِ والقُرَى     وربُّ الجياد الجرْد قيل لخالد
ولا خلاف بين القراء السبعة في الموضع الأول أنه بغير ألف لاتفاق المصاحف على ذلك ومطابقة اللفظ له.

وقد قرأ جماعة منهم سعيد بن جبير: " سيقولون الله " بألف أيضاً، وكذلك في الموضعين الآخرين نظراً إلى المعنى في الموضع الأول، وإلى اللفظ في [الآخرين].

قال أبو علي الأهوازي: وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهن، وأنشدوا في هذا المعنى قول الشاعر:
فقال السائلونَ لمنْ حَفَرْتُم     فقالَ المُخْبِرُون لهمْ وزير
فنظروا في الجواب إلى المعنى؛ لأن المعنى: من الميت؟ فقالوا: وزير، أي: هو وزير.

{ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي: قل لهم يا محمد إذا اعترفوا: أفلا تخشون الله وتخافون وتحذرون عقوبته.

{ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } ملكه وخزائنه، والتاء مزيدة للمبالغة؛ كالجَبَرُوت والرَّهَبُوت. وقد سبق ذلك.

{ وَهُوَ يُجْيِرُ } أي: يمنع ويغيث من يشاء ممن يشاء، { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي: لا يمنع منه أحد، تقول: أجرتُ فلاناً؛ إذا حميتَه، وأجرتُ على فلان؛ إذا حميتَ عنه.

قوله: { قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } قال ابن قتيبة: تُخْدَعون وتُصْرَفون عن هذا.