الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } * { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ }

قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي: خلق لكم هذه الآلات لتُعْمِلُوها في آياته وعجائب مخلوقاته، { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: تشكرون شكراً قليلاً، و " ما " مزيدة للتوكيد.

وقيل: غير ذلك، وقد أشرنا إليه فيما مضى.

قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: خلقكم وبثَّكُم فيها للتناسل، { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } يوم القيامة فيجمعكم بعد فُرْقَتِكُم لفصل القضاء، ويرجعكم بعد تمزقكم لأجل الجزاء.

قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي: هو المختص به خلْقاً وتَصَرُّفاً على مقتضى الحكمة والصواب ومصلحة العباد، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } هذه الآيات الباهرة والعجائب الظاهرة لا تنفعل إلا عن قدرة قادر وحكمة حكيم.

{ بَلْ قَالُواْ } يعني: مشركي قريش { مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } ، ثم بين ذلك فقال: { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } وقد ذكرنا في سورة الرعد اختلاف القرّاء في لفظ الاستفهامين، وأشرنا إلى علل القراءات، فاطلبه ثمّة.

قوله تعالى: { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا } يعنون: البعث { مِن قَبْلُ } أي: من قبل محمد، { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } مفسر في الأنعام.

ومقصودهم: أن ما وُعدوا به من البعث أمرٌ لا حقيقة له.