قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي: خلق لكم هذه الآلات لتُعْمِلُوها في آياته وعجائب مخلوقاته، { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي: تشكرون شكراً قليلاً، و " ما " مزيدة للتوكيد. وقيل: غير ذلك، وقد أشرنا إليه فيما مضى. قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: خلقكم وبثَّكُم فيها للتناسل، { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } يوم القيامة فيجمعكم بعد فُرْقَتِكُم لفصل القضاء، ويرجعكم بعد تمزقكم لأجل الجزاء. قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي: هو المختص به خلْقاً وتَصَرُّفاً على مقتضى الحكمة والصواب ومصلحة العباد، { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } هذه الآيات الباهرة والعجائب الظاهرة لا تنفعل إلا عن قدرة قادر وحكمة حكيم. { بَلْ قَالُواْ } يعني: مشركي قريش { مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } ، ثم بين ذلك فقال: { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } وقد ذكرنا في سورة الرعد اختلاف القرّاء في لفظ الاستفهامين، وأشرنا إلى علل القراءات، فاطلبه ثمّة. قوله تعالى: { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا } يعنون: البعث { مِن قَبْلُ } أي: من قبل محمد، { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } مفسر في الأنعام. ومقصودهم: أن ما وُعدوا به من البعث أمرٌ لا حقيقة له.