الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } * { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ } * { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ }

قوله تعالى: { فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ } قال قتادة: في ضلالتهم.

قال الكلبي: في جهلهم.

وقال ابن شجرة: في حيرتهم.

وكل ذلك في معنى واحد.

وأصله: الماء الذي يَغْمُرُ القامة، فضُربت مثلاً لما هم مغمُورون فيه من الضلالة والجهالة والحيرة.

{ حَتَّىٰ حِينٍ } قال ابن عباس: يريد: نزول العدل بالسيف أو بالموت.

قال الكلبي: هو خارج مخرج الوعيد، كما يقول المتوعّد: لك يوم.

وقيل: هي منسوخة بآية السيف.

قوله تعالى: { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ } وقرأ عكرمة: " يُمِدُّهُم " بالياء، أي: ما نعطيهم من مال { وَبَنِينَ }.

{ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } بذلك الإمداد ونجعله مجازاة لهم وثواباً، لا { بَل } هو استدراج لهم أو { لاَّ يَشْعُرُونَ } أنه شر لهم أو اختبار لهم.

وقرأ عبدالرحمن بن أبي بكرة: " يُسَارعُ لهم " إمدادنا في الخيرات، أو يسارع الله لهم في الخيرات.

وروي عنه: " يُسارَع " بالياء أيضاً وفتح الراء، على ما لم يُسَمَّ فاعله. والأولى قراءة ابن عباس وعكرمة، والرواية الثانية قراءة معاذ القارئ وأبي المتوكل.