{ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } أي: انصرني بسبب تكذيبهم إياي، أو انصرني بدل ما كذبونِ، كما تقول: هذا بذاك، أي: بدل ذلك. المعنى: أبْدِلْني من غم تكذيبهم سلوة النصر عليهم. وقيل: المعنى: انصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب، وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم:{ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأعراف: 59]. { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } مفسرٌ في هود إلى قوله: { فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي: أَدْخِلْ في سفينتك، يقال: سَلَكَ فيه؛ إذا دخله، وسلك غيره وأسْلَكَه. وما بعده ظاهر أو مفسر إلى قوله: { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً }. وقرأ أبو بكر عن عاصم: " مَنزِلاً " بفتح الميم وكسر الزاي. فالأول مصدر بمعنى الإنزال، تقول: أنزلته إنزالاً ومنزلاً. والثاني اسم لمكان النزول. { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } الذي جرى لنوح مع قومه وحديث السفينة { لآيَاتٍ } لعِبَراً ودلالات على عظمة الله تعالى وقدرته وشدة انتقامه من أعدائه ومكذبي رسله، { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أي: وما كنا إلا مبتلين، أو هي المخففة من الثقيلة، على معنى: وإنَّ الشأن كنا مبتلين. أي: مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد. وقيل: المعنى: " وإن كنا لمبتلين " لمختبرين بهذه الآيات عبادنا، لننظر من يعتبر ويذَّكَّر، كقوله تعالى:{ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 15].