الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } * { فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } * { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } * { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ }

{ قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } أي: انصرني بسبب تكذيبهم إياي، أو انصرني بدل ما كذبونِ، كما تقول: هذا بذاك، أي: بدل ذلك.

المعنى: أبْدِلْني من غم تكذيبهم سلوة النصر عليهم.

وقيل: المعنى: انصرني بإنجاز ما وعدتهم من العذاب، وهو ما كذبوه فيه حين قال لهم:إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [الأعراف: 59].

{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } مفسرٌ في هود إلى قوله: { فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي: أَدْخِلْ في سفينتك، يقال: سَلَكَ فيه؛ إذا دخله، وسلك غيره وأسْلَكَه.

وما بعده ظاهر أو مفسر إلى قوله: { وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً }.

وقرأ أبو بكر عن عاصم: " مَنزِلاً " بفتح الميم وكسر الزاي. فالأول مصدر بمعنى الإنزال، تقول: أنزلته إنزالاً ومنزلاً. والثاني اسم لمكان النزول.

{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ } الذي جرى لنوح مع قومه وحديث السفينة { لآيَاتٍ } لعِبَراً ودلالات على عظمة الله تعالى وقدرته وشدة انتقامه من أعدائه ومكذبي رسله، { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } أي: وما كنا إلا مبتلين، أو هي المخففة من الثقيلة، على معنى: وإنَّ الشأن كنا مبتلين. أي: مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد.

وقيل: المعنى: " وإن كنا لمبتلين " لمختبرين بهذه الآيات عبادنا، لننظر من يعتبر ويذَّكَّر، كقوله تعالى:وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر: 15].