الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ }

ثم إن الله تعالى عزى رسوله صلى الله عليه وسلم وأخبره أن تكذيب الأمم أنبياءهم ليس ببِدْع، فذلك قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } وقد سبق تفسير ذلك كله.

{ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ } أي: يطلب الفضل عليكم، ونظيره قولهم:وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلأَرْضِ } [يونس: 78].

{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } أن لا يعبد سواه { لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } تبلغ عنه ولم يرسل بشراً آدمياً، { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } الذي تحضّنا عليه وتدعونا إليه من التوحيد { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } يريدون: الأمم السالفة.

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } أي: جنون. وقيل: جِنٌ يخبلونه.

{ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } أي: انتظروا به الموت.

وقيل: المعنى: احتملوه واصبروا عليه إلى زمان حتى ينجلي أمره، فإن أفاق من جنونه وإلا قتلتموه.