وما بعده ظاهر أو مُفسّر إلى قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا مُعجِّزين }. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " مُعجِّزين " بتشديد الجيم من غير ألف، هنا، وفي الموضعين الآخرين بسبأ. وقرأها الباقون: " مُعَاجِزين " بالألف مع تخفيف الجيم. فمن قرأ: " مُعَجِّزين " فمعناه: ينسبون من تَبعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى العجْز، كقولهم: جَهَّلْتُه، أي: نسبته إلى الجَهْل، وفَسَّقْتُه: نسبته إلى الفسق. وقال مجاهد: " مُعَجِّزين ": مثبّطين، أي: يثبّطون الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن قرأ: " مُعَاجزين " فمعناه: ظانّين ومُقدِّرين أنهم يُعَجِّزوننا؛ لأنهم ظنوا أن لا بعث ولا نشور، فيكون ثواب أو عقاب. وهذا المعنى كقوله:{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا } [العنكبوت: 4].