الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } * { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } نزلت في النضر بن الحارث وغيره، من المستعجلين بالعذاب العاجل [أو الآجل]، تكذيباً واستهزاءً.

{ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } في إنزال العذاب بهم.

قال ابن عباس: هو ما أصابهم يوم بدر.

{ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ } يعني: من أيام الآخرة { كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }.

وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: " يعدون " بالياء، حملاً على قوله: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } ليكون اللام من وجه واحد. والباقون قرأوا بالتاء؛ نظراً إلى كونه أعمّ.

والمعنى: مما تَعُدُّونَ من أيام الدنيا.

المعنى: فكيف تستعجلون بعذاب أيام هذا شأنها وطولها.

وقال الزجاج: المعنى: أن يوماً عند الله وألف سنة سواء في قدرته على عذابهم، فلا فرق بين وقوع ما استعجلوا به وبين تأخيره في القدرة، إلا أن الله تعالى تفضَّل عليهم بالإمهال.

قوله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ } قال الزمخشري: إن قلت: لم كانت الأولى معطوفة بالفاء وهذه بالواو؟

قلت: الأولى وقعت بدلاً من قوله:فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [الحج: 44]، وأما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين [المعطوفتين] بالواو، أعني قوله: { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ }.