قوله تعالى: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } نزلت في النضر بن الحارث وغيره، من المستعجلين بالعذاب العاجل [أو الآجل]، تكذيباً واستهزاءً. { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } في إنزال العذاب بهم. قال ابن عباس: هو ما أصابهم يوم بدر. { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ } يعني: من أيام الآخرة { كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }. وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: " يعدون " بالياء، حملاً على قوله: { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } ليكون اللام من وجه واحد. والباقون قرأوا بالتاء؛ نظراً إلى كونه أعمّ. والمعنى: مما تَعُدُّونَ من أيام الدنيا. المعنى: فكيف تستعجلون بعذاب أيام هذا شأنها وطولها. وقال الزجاج: المعنى: أن يوماً عند الله وألف سنة سواء في قدرته على عذابهم، فلا فرق بين وقوع ما استعجلوا به وبين تأخيره في القدرة، إلا أن الله تعالى تفضَّل عليهم بالإمهال. قوله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ } قال الزمخشري: إن قلت: لم كانت الأولى معطوفة بالفاء وهذه بالواو؟ قلت: الأولى وقعت بدلاً من قوله:{ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [الحج: 44]، وأما هذه فحكمها حكم ما تقدمها من الجملتين [المعطوفتين] بالواو، أعني قوله: { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ }.