الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله تعالى: { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ } أي: لن يصل إليه { لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } أي: يرتفع إليه ويصل إليه التقوى منكم والأعمال الصالحة التي أريد بها وجه الله تعالى.

قال ابن السائب: كان أهل الجاهلية إذا نحروا الإبل نضحوا دماءها حول البيت قُرْبَةً إلى الله، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقرأتُ ليعقوب: " لن تنال الله " ، " ولكن تناله التقوى منكم " بالتاء فيهما.

قال الزجاج: من قرأ بالياء فلِجَمْع اللحوم، ومن قرأ بالتاء فلجماعة اللحوم. ومن قرأ: " تناله " بالتاء أنَّثَ للفظ التقوى. ومن قرأ بالياء ذكَّر؛ لأن معنى التقوى والتُّقَى واحد.

قوله تعالى: { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } أي: على ما بيّن لكم من معالم الدين ومناسك الحج، { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }.

قال ابن عباس: يريد: الموحدين.