قوله تعالى: { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ } أي: لن يصل إليه { لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ } أي: يرتفع إليه ويصل إليه التقوى منكم والأعمال الصالحة التي أريد بها وجه الله تعالى. قال ابن السائب: كان أهل الجاهلية إذا نحروا الإبل نضحوا دماءها حول البيت قُرْبَةً إلى الله، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقرأتُ ليعقوب: " لن تنال الله " ، " ولكن تناله التقوى منكم " بالتاء فيهما. قال الزجاج: من قرأ بالياء فلِجَمْع اللحوم، ومن قرأ بالتاء فلجماعة اللحوم. ومن قرأ: " تناله " بالتاء أنَّثَ للفظ التقوى. ومن قرأ بالياء ذكَّر؛ لأن معنى التقوى والتُّقَى واحد. قوله تعالى: { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } أي: على ما بيّن لكم من معالم الدين ومناسك الحج، { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ }. قال ابن عباس: يريد: الموحدين.