وقال في الخصم الذين هم المؤمنون: { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ... } الآية وهي مفسرة في الكهف إلى قوله: { وَلُؤْلُؤاً }. قرأ نافع وعاصم: " ولؤلؤاً " بالنصب. وقرأ الباقون بالجر. فمن نصب حمله على موضع الجار والمجرور، كما أجازوا: مررتُ بزيد وعمراً. ويجوز أن يكون النصب على معنى: ويؤتون لؤلؤاً، أو: ويحلّون لؤلؤاً؛ لأن اللؤلؤ حلية، بدليل قوله:{ وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } [النحل: 14]. ومن جَرّ عطفه على الذهب، على معنى: يُحلَّون فيها من أساور من ذهب ومن ولؤلؤٍ، أي: منهما، كأن أساور الذهب رُصِّعَتْ باللؤلؤ أو فُصِّلَتْ به. { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } قال أبو سعيد الخدري: من لبس الحرير في الدنيا لم يَلْبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة كلهم غيره. قال الله تعالى: { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }. وقال عبدالله بن الزبير: " لا تلبسوا الحرير، فإني سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة؛ لأن الله تعالى يقول: { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } " قوله تعالى: { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } قال ابن عباس وابن زيد: هُدوا إلى [لا] إله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر. وقال السدي: الطَّيِّبُ من القول: القرآن. { وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } قال ابن عباس: هو دين الإسلام. فالمعنى: إلى صراط الدين الحميد، أو إلى صراط الله الحميد، أو هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، كقوله:{ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ } [يوسف: 109].