الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ }

أمر الله سبحانه وتعالى الناس بالتقوى، ثم عقَّبه بذكر الساعة [وأهوالها] مبالغة في إثارة دواعيهم إلى التمسك بأسباب التقوى، فقال: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }.

اختلف العلماء في وقت هذه الزلزلة؛ فقال الحسن: يوم القيامة.

وقد روي عن عمران بن حصين: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } وقال: تدرون أي يوم ذلك؟ فإنه يوم ينادي الرب عز وجل آدم [عليه السلام]: ابعث بعثاً إلى النار … " فذكر الحديث، وهو:

ما أخبرنا به الشيخ أبو المجد محمد بن الحسين القزويني بقراءتي عليه قال: أخبرنا الإمام أبو منصور محمد بن أسعد الطوسي قراءةً عليه، قال: حدثنا الإمام أبو محمد [الحسين] بن مسعود البغوي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد القاضي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر التاجر، حدثنا إبراهيم بن عبدالله الكوفي العبسي، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم! قم فابعث بعث النار، قال: فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، وما بعث النار يا رب؟ قال: فيقول: من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعين، قال: فحينئذ يشيب المولود، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. قال: فيقولون: وأيّنا ذلك الواحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج، ومنكم واحد، قال: فقال الناس: الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، قال: فكبر الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، والشعرة السوداء في الثور الأبيض " هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري عن إسحاق بن [نصر]، عن أبي أسامة، عن الأعمش. وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع وعن أبي كريب، عن [أبي] معاوية، كلاهما عن الأعمش.

وقال علقمة والشعبي: هذه الزلزلة تكون قبل القيامة، وهي من أشراط الساعة.

وقد روى أبو العالية عن أبيّ بن كعب قال: ست آيات قبل القيامة، بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت، ففزع الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن، واختلطت الدواب والطير [والوحش]، فماج بعضهم في بعض، فقالت الجن للإنس: نحن نأتيكم بالخبر، فانطلقوا إلى البحور فإذا هي نار تأجج، فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض إلى الأرض السابعة، والسماء إلى السماء السابعة، فينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فماتوا.

السابقالتالي
2