الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ } أي: ومثل ذلك الإنزال المتقدم { أَنزَلْنَاهُ } يعني: القرآن { آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ } أي: وأنزلنا إليك أن الله { يَهْدِي مَن يُرِيدُ }.

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مبتدأ، خبره: { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } ، دخلت " إن " في المبتدأ، والخبر توكيداً، ونحوه قول جرير:
إنَّ الخليفةَ إنَّ الله سَرْبَلَهُ     سِرْبَالَ مُلْكٍ به تُرْجَى الخواتيم
{ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني: اليهود { وَٱلصَّابِئِينَ } سبق ذكرهم واختلاف القرّاء فيه، { وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } عبدة الأوثان.

قال قتادة: الأديان خمسة، أربعة للشيطان، وواحد للرحمن.

فإن قيل: ما وجه قول قتادة: الأديان خمسة مع تصريح الآية بستة أديان؟

قلتُ: الصابئون نوع من النصارى، على ما ذكرناه في موضعه.

والمعنى: { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ } بإدخال المؤمنين الجنة، والكافرين النار { إِنَّ ٱللَّهَ } تعالى { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم وأقوالهم { شَهِيدٌ }.