قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ } أي: ومثل ذلك الإنزال المتقدم { أَنزَلْنَاهُ } يعني: القرآن { آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ } أي: وأنزلنا إليك أن الله { يَهْدِي مَن يُرِيدُ }. قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مبتدأ، خبره: { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } ، دخلت " إن " في المبتدأ، والخبر توكيداً، ونحوه قول جرير:
إنَّ الخليفةَ إنَّ الله سَرْبَلَهُ
سِرْبَالَ مُلْكٍ به تُرْجَى الخواتيم
{ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني: اليهود { وَٱلصَّابِئِينَ } سبق ذكرهم واختلاف القرّاء فيه، { وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ } عبدة الأوثان. قال قتادة: الأديان خمسة، أربعة للشيطان، وواحد للرحمن. فإن قيل: ما وجه قول قتادة: الأديان خمسة مع تصريح الآية بستة أديان؟ قلتُ: الصابئون نوع من النصارى، على ما ذكرناه في موضعه. والمعنى: { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ } بإدخال المؤمنين الجنة، والكافرين النار { إِنَّ ٱللَّهَ } تعالى { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من أعمالهم وأقوالهم { شَهِيدٌ }.