الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } * { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } * { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }

قوله تعالى: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } قال الكلبي: هو العاص بن وائل.

والدِّين: الجزاء والحساب.

وقال صاحب الكشاف: المعنى: هل عرفت الذي [يكذب بالجزاء] من هو؟ إن لم تعرفه { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } أي: يدفعه دفعاً عنيفاً بجفوةٍ وأذى.

{ وَلاَ يَحُضُّ } أي: لا يبعثُ أهله ويحثهم { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }. والمعنى: لا يُطعمه ولا يأمر بإطعامه.

ثم ذكر حالَ المنافقين، مُخبراً بجزائهم، فذلك قوله تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } غافلون لاهون؛ لأنهم لا يرجون بفعلها ثواباً، ولا يخافون بتركها عقاباً.

وأكثر المفسرين يقولون: هي عامة في كل من يغفل عن صلاته حتى يخرج وقتها، ويتخذ ذلك دَيْدَناً، وإذا صلى فقلبه متشاغل بالتردد في أودية الأماني، لا يطمأن في ركوع ولا سجود، ولا يذكر الله بقلب خاشع.

قال قتادة: سَاهٍ عنها لا يُبالي، صَلَّى أو لم يُصَلِّ.

{ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } قال الحسن: هو المنافق، إن صَلَّى صَلَّى رِيَاءً، وإن فاتته لم يندم.

وعن سعد بن أبي وقاص: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.

{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } قال ابن عباس: المعروف كله، حتى القِدْر والقَصْعَة والفأس.

أخرج أبو داود من حديث عبدالله بن مسعود قال: " كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر ".

قال عكرمة: ليس الويل لمن منع هذا، إنما الويل لمن جمعهن فراءى في صلاته، وسَهَا عنها، ومنع هذا.

ويروى عن عمر وعلي والحسن وقتادة: أن الماعون: الزكاة.