الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْقَارِعَةُ } * { مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } * { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } * { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } * { نَارٌ حَامِيَةٌ }

والقارعة: القيامة، سميت بذلك؛ لأنها تقرع القلوب.

والعامل في قوله: { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ } مُضمرٌ دل عليه " القارعة " ، أي: تقرع يوم يكون الناس { كَٱلْفَرَاشِ } ، وهو ما تراه يتهافت في النار، و { ٱلْمَبْثُوثِ } المتفرّق.

وقال الكلبي: الذي يجول بعضه في بعض.

شَبَّه سبحانه وتعالى الناس في كثرتهم وانتشارهم وضعفهم وذلتهم وتطايرهم إلى الداعي من كل مكان بالفراش المبثوث.

{ وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } وهو الصوف المصبوغ المندوف.

وقد فسرناه في سأل سائل.

وقد سبق ذكر الموازين في أول الأعراف.

قوله تعالى: { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } أي: فمسكنه جهنم.

وقيل لمسكنه: " أمُّه "؛ لأن أصل السكون إلى الأم.

والهاوية: من أسماء جهنم، وهي المهواة لا يُدرك قعرها.

ويدل على صحة هذا المعنى: ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين، فيقول له: ما فعل فلان؟ فإذا قال: مات، قالوا: ذُهِبَ به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم [وبئست] المربيّة " وهذا المعنى قول ابن زيد، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج.

وقال عكرمة: أراد: أمّ رأسه، يهوي عليها في نار جهنم.

قال قتادة: هي كلمة عربية، كان الرجل منهم إذا وقع في أمر شديد قالوا: هَوَتْ أمُّه، وأنشدوا:
هَوَتْ أمُّهُ ما يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادياً   [وماذا يرُدُّ الليلُ] حينَ يَؤُوب
{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } يعني: الهاوية.

وعلى قول عكرمة: يريد: الداهية، التي دلّ عليها قوله تعالى: { فأمه هاوية }. ثم فسرها فقال: { نَارٌ } أي: هي نار { حَامِيَةٌ }.

قرأ حمزة: " ما هِيَ " بغير هاء في الوصل، وقرأ الباقون: بالهاء في الحالين.

قال الزجاج: الوقف: " هِيَهْ " ، والوصل " هي نار "؛ لأن الهاء دخلت في الوقف تبين فتحة الياء، والذي يجب اتباع المصحف فيوقف عليها ولا توصل؛ لأن السنة اتباع المصحف، والهاء ثابتة فيه. والله تعالى أعلم.